نزلت الى السوق صبيحة هذا اليوم الصيفي الحار متجها الى الفيحة بالبوكمال لشراء بعض حاجات البيت.
وكان يرافقني ابني الصغير - الصف الثالث الابتدائي-.
كان احمد كما هو حال الاطفال جميعا لا يكف عن الاسئلة المتواصلة.
وكانت الطرقات مزدحمة بالمارة والسيارات .
قال لي
- يا با
لو كنت انا بمكان سوبرمان واقدر اطير مثله فوق البنايات هل اقدر ان أمسك حمامة وهي طايرة بالجو؟
قلت له:
- طبعا يا ابني..
عندما تصير مثل سوبرمان تقدر تكمش اي حمامة او عصفور وهي طايرة..
(( ضحكت في داخلي )) لاني احسست ان جوابي قد جعل الولد يرتاح نفسيا.
قلت له مداعبا:
- بس يا بني دير بالك اذا صرت مثل سوبرمان ان تطير بمستوى يصل اليك فيه حصى النشابة.
قال مستغربا:
- ليش؟
قلت له:
انت ما شفت الاولاد شايلين نشابات؟
قال : اي.
قلت:
الاولاد يضربون الحمامة بالنشابة وهي طائرة..واذا انت طاير بسدها مثل سوبرمان يمكن تجيك حصوة نشابة.
وتضربك من بطنك وتطلع من ظهرك وتقع فوق السطوح.
-- طار عقل الولد من هذا الشرح الغير متوقع -- .
قال:
شلون أقع؟
- قلت له:
يضربونك بالحصوة هكذا....ثم وخزته باصبعي على بطنه للاشارة على موضع الضربة..
فضرط من شدة الهلع..
فقلت له على الفور وانا اضحك:
اها ..شفت شلون ؟
فضحكنا انا وابني لانه عرف نتيجة من يقلد سوبرمان وهو ماشي بالفيحة بين عربانات الحمالين وزحمة الناس.
.
قلت له:
- ابن الكلب...تركت كل الناس وما لقيت الا سوبرمان حتى تقلده؟
واشتريت له الحاجات المطلوبة وتركته عائدا الى البيت وقلت له:
- روح ابو شهاب ..بس دير بالك لا تصير سوبرمان لا يجيك واحد ويطشر البيضنجان بحصوة النشابة.
الله الله .. ما اجمل براءة الاطفال .. وما احلى عالمهم المثير..
كان هذا حصاد اليوم نقلته لكم عبر نسمات من حكاياتنا البلدية.
دمتم بخير.
