صحوت تدريجيا من الانفلونزا اللعينة التي اصابتني في الايام السابقة..
وعند غروب الشمس توجهت الى باب توما في دمشق....
هناك متعة في الترفيه عن النفس لا يعادلها شيء اخر...
حدائق جميلة...وناس اجمل...ورغم حرارة الجو الا ان السعادة غامرة.
تجولت بعدها في الشارع اعلاه.
لا يوجد لرجليك مكان من شدة الزحام....
ثم جلست هنا في هذه المقهى الرائعة لاشرب الشاي واراقب المارة الذين يصطافون في هذا المكان الساحر الجميل.
وكنت على موعد مع صديقي العراقي - فيفو العظيم - كما يحب ان اسميه فجاء حاملا معه الة الكمان.
وعندما وصل بادرني قائلا بلهفة:
ها شلون صرت يابا....طمني عنك.
قلت:
سبحان من يحي العظام وهي رميم...
تعال اقعد .
جود بنغمك جود يا بو عبود.
وسهرنا احلى سهرة كان فيها فيفو العظيم متألقا بحيث بدأ يشرح لي تفاصيل مدينة دمشق.
وكأنه من اهل دمشق وليس عراقيا.
وعند الحادية عشر ليلا قلت له:
قوم....خلينا نرجع بيتنا.
قال :
يابا شنو بيتنا؟
انا عندي درس موسيقى بساحة العباسيين ...امشي معاي.
قلت:
خيي روح الله يسهل عليك....شنو شايفني قرباطي كل حاز شايل الربابة وادق بيها.
فضحك وافترقنا..
رجعت الى البيت حيث كان في انتظاري شاب من مدينة ادلب فاكملت معه السهرة على سطح الطابق الرابع الذي يطل على مدينة دمشق من كل الاتجاهات
وكانت ليلة ...احلى ليلة..
اتمنى لكم الانس والهدوء وعدم تذكر الغربة .
فالانسان يستطيع ملء الفراغ بالف طريقة.
(ذكريات )
في رعاية الله